grade2525

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الصف الثاني الإعدادي 5


    بعض مكارم الرسول(((4)))

    NIGHT_KNIGHT
    NIGHT_KNIGHT


    المساهمات : 191
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    بعض مكارم الرسول(((4))) Empty بعض مكارم الرسول(((4)))

    مُساهمة  NIGHT_KNIGHT الجمعة أبريل 10, 2009 2:08 am

    مع ابن الكوّاء

    هناك واقعة أخرى يتجلّى فيها مدى سماحة أمير المؤمنين (عليه السلام) وعدم عنفه التامّ حتّى في قبال من يرميه بالشرك الذي يعدّ من الكبائر.

    ففي أحد الأيّام كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يصلّي صلاة الصبح فقال ابن الكوّاء من خلفه: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ))[19].

    فأنصت الإمام علي (عليه السلام) تعظيماً للقرآن حتّى فرغ من الآية، ثمّ عاد (عليه السلام) في قراءته.

    ثمّ أعاد ابن الكوّاء الآية، فأنصت الإمام علي (عليه السلام) أيضاً، ثمّ قرأ.

    فأعاد ابن الكوّاء، فأنصت الإمام علي (عليه السلام) ثمّ قال: ((فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ))[20] ثمّ أتمّ السورة وركع[21].

    قد عفونا عنك

    بعث أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى لبيد بن عطارد التميمي في كلام بلغه، فمرّ به أمير المؤمنين (عليه السلام) في بني أسد، فقام إليه نعيم بن دجاجة الأسدي فأفلته، فبعث إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فأتوه به، وأمر به أن يضرب، فقال له: نعم والله إنّ المقام معك لذلّ، وإنّ فراقك لكفر.

    فلمّا سمع ذلك منه قال (عليه السلام): قد عفونا عنك إنّ الله عز وجل يقول: ((ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ))[22].

    أمّا قولك إنّ المقام معك لذلّ فسيّئة اكتسبتها، وأمّا قولك إنّ فراقك لكفر فحسنه اكتسبتها فهذه بهذه[23].

    عفو عن ذنب

    بلغ من التزام أمير المؤمنين (عليه السلام) باللاّعنف إنّه حتّى مع الخوارج لم يلجأ إلى القوّة معهم وإنّما عكف على نصيحتهم وتذكيرهم بالحقّ ولكنّهم أبوا إلاّ محاربة المسلمين فحينذاك دافع الإمام (عليه السلام) عن الأمة.

    ففي أكثر من مرّة يعاود متعصّبي الخوارج إساءتهم وتجاسرهم على أمير المؤمنين (عليه السلام) إلاّ أنّه (عليه السلام) كان يلتزم باللاّعنف في قبالهم، فضلا عن ذلك كان يحثّ المسلمين إلى عدم التعرّض لهم.

    فقد نُقل انّه مرّت امرأة جميلة في عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) فرمقها القوم بأبصارهم فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) إنّ ابصار هذه الفحول طوامح وإنّ ذلك سبب هناتها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجّبه فليمس أهله، فإنّما هي امرأة كامرأة.

    فقال رجل من الخوارج: قاتله الله كافراً ما أفقهه!

    فوثب القوم ليقتلوه، فقال (عليه السلام): رويداً إنّما هو سبّ بسبّ أو عفو عن ذنب[24].

    ليس لك عندي إلاّ ما تحبّ

    بين الفترة والأخرى كان أمير المؤمنين (عليه السلام) يشرع بنصيحة الذين تقمصوا الخلافة ويرشدهم إلى درب الصواب، ولكنهم غالباً لم يلتزموا.

    يقول قنبر مولى أمير المؤمنين (عليه السلام): دخلت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) على عثمان فأحبّ الخلوة فأومأ إليّ بالتنحّي فتنحّيت غير بعيد، فجعل عثمان يعاتبه، وهو مطرق رأسه، وأقبل إليه عثمان، فقال: ما لك لا تقول؟

    فقال (عليه السلام): ليس جوابك إلاّ ما تكره، وليس لك عندي إلاّ ما تحبّ، ثمّ خرج قائلا:

    ولو أنّني جاوبته لأمضّه***نوافذ قولي واختصار جوابي

    ولكنّني أغضي على مضض الحشا***ولو شئت أقداماً لأنشبّ نابي

    قل أستغفر الله وأتوب إليه

    نُقل انّه جيء بموسى بن طلحة بن عبيد الله، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام): قل: «أستغفر الله وأتوب إليه» ثلاث مرّات، وخلّى سبيله، وقال: اذهب حيث شئت، وما وجدت لك في عسكرنا من سلاح أو كراع فخذه، واتّق الله فيما تستقبله من أمرك واجلس في بيتك[25].

    عفوت وصفحت

    جاء في التاريخ: إنّ الإمام علي (عليه السلام) كان إذا صلّى الفجر لم يزل معقّباً إلى أن تطلع الشمس، فإذا طلعت اجتمع إليه الناس، فيعلّمهم الفقه والقرآن، وكان له وقت يقوم فيه من مجلسه ذلك.

    فقام (عليه السلام) يوماً فمرّ برجل، فرماه بكلمة هجا فيها الإمام (عليه السلام)، فرجع عوده على بدئه، وأمر فنودي: الصلاة جامعة.

    ثمّ صعد (عليه السلام) المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: أيّها الناس إنّه ليس شيء أحبّ إلى الله ولا أعمّ نفعاً من حلم إمام وفقهه، ولا شيء أبغض إلى الله ولا أعمّ ضرراً من جهل إمام وخرقه، ألا وإنّه من لم يكن له من نفسه واعظ لم يكن له من الله حافظ، ألا وإنّه من أنصف من نفسه لم يزده الله إلاّ عزّاً، ألا وإنّ الذلّ في طاعة الله أقرب إلى الله من التعزّز في معصيته، ثمّ قال: أين المتكلّم آنفاً؟

    فلم يستطع الإنكار، فقال: ها أنذا يا أمير المؤمنين.

    فقال: أما إنّي لو أشاء لقلت.

    فقال الرجل: إن تعفو وتصفح فأنت أهل لذلك؟

    فقال: عفوت وصفحت[26].

    من أين الرجل؟

    حاول معاوية بن أبي سفيان مراراً قتل أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقد أسرّ إلى بعض خاصّته أنّ من قتل علياً فله عشرة آلاف دينار.

    فانبرى لذلك أحدهم، ولكنّه تراجع في اليوم التالي، معتذراً منه، وقال: أسير إلى ابن عمّ رسول الله، وأبي ولديه، وأقتله؟

    لا والله.. لا أفعل!

    فزيّد معاوية الأجر، فجعله عشرين ألف دينار.

    فقبله أحدهم، لكنّه ـ هو الآخر ـ تراجع وامتنع.

    فزيّده إلى ثلاثين ألف، فقبل المهمّة رجل من «حمير»، وخرج من الشام قاصداً الكوفة.

    فجاء حتّى دخل على أمير المؤمنين (عليه السلام) في الكوفة، وعليه ثياب السفر، فقال له الإمام: من أين الرجل؟

    قال: من الشام.

    وكانت عند الإمام (عليه السلام) أخباره، فاستنطقه، فاعترف، فقال له الإمام (عليه السلام): فما رأيك الآن؟ أتمضي إلى ما اُمرت به؟ أم ماذا؟

    فقال الرجل: لا..

    ولكنّي أنصرف.فقال الإمام لقنبر: يا قنبر أصلح راحلته، وهيّئ له زاده، وأعطه نفقته[27]

    يا أيّها المدّعي لما لا يعلم

    روي أنّ قوماً حضروا عند أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب بالكوفة ويقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فأنا لا أُسأل عن شيء دون العرش إلاّ أجبت فيه، لا يقولها بعدي إلاّ مدّع أو كذّاب مفتر.

    فقام إليه رجل من جنب مجلسه، وفي عنقه كتاب كالمصحف، وهو رجل آدم ظربّ طوال جعد الشعر، كأنّه من يهود العرب، فقال رافعاً صوته للإمام علي (عليه السلام): يا أيّها المدّعي لما لا يعلم والمتقدّم لما لا يفهم أنا سائلك فأجب.

    قال: فوثب إليه أصحاب الإمام (عليه السلام) وشيعته من كلّ ناحية وهمّوا به.

    فنهرهم الإمام علي (عليه السلام) وقال: دعوه ولا تعجلوه، فانّ العجل والطيش لا يقوم به حجج الله، ولا بإعجال السائل تظهر براهين الله تعالى.

    ثمّ التفت إلى السائل فقال: سل بكلّ لسانك ومبلغ علمك اُجبك إن شاء الله تعالى بعلم لا تختلج فيه الشكوك، ولا تهيجه دنس ريب الزيغ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلي العظيم[28].

    مع أبي هريرة

    جاء إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) أبو هريرة وكان يكلّم فيه ـ وأسمعه في اليوم الماضي[29] ـ وسأله حوائجه فقضاها، فعاتبه أصحابه على ذلك، فقال (عليه السلام): إنّي لأستحي أن يغلب جهله علمي وذنبه عفوي ومسألته جودي[30].

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أكتوبر 13, 2024 2:21 am