grade2525

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى الصف الثاني الإعدادي 5


    بعض مكارم الرسول(((3)))

    NIGHT_KNIGHT
    NIGHT_KNIGHT


    المساهمات : 191
    تاريخ التسجيل : 24/03/2009

    بعض مكارم الرسول(((3))) Empty بعض مكارم الرسول(((3)))

    مُساهمة  NIGHT_KNIGHT الجمعة أبريل 10, 2009 2:06 am

    اللاّعنف مع الأعرابي

    روي عن أنس أنّه قال: كنت مع النبي (صلى الله عليه وآله) وعليه برد غليظ الحاشية، فجذبه أعرابي بردائه جذبة شديدة حتّى أثّرت حاشية البرد في صفحة عاتقه (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال: يا محمّد احمل لي على بعيريَّ هذين من مال الله الذي عندك، فإنّك لا تحمل لي من مالك ولا مال أبيك.

    فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ قال: المال مال الله وأنا عبده.

    ثمّ قال: ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي؟

    قال: لا.

    قال: لِمَ؟

    قال: لأنّك لا تكافئ بالسيّئة الحسنة.

    فضحك النبي (صلى الله عليه وآله) ثمّ أمر أن يحمل له على بعير شعير وعلى الآخر تمر[8].

    مع عبد الله بن أبي اُميّة

    جاء في تفسير قوله تعالى: ((وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنْ الأرض يَنْبُوعاً))[9] أنّها نزلت في عبد الله بن أبي اُميّة أخي اُمّ سلمة (رحمة الله عليها).

    وذلك أنّه قال هذا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) بمكّة قبل الهجرة، فلمّا خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى فتح مكّة استقبله عبد الله بن أبي اُميّة فسلّم، فلم يردّ عليه السلام وأعرض عنه ولم يجبه بشيء، وكانت اُخته اُمّ سلمة مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدخل إليها فقال: يا اُختي إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد قبل إسلام الناس كلّهم وردّ إسلامي، فليس يقبلني كما قبل غيري.

    فلمّا دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على اُمّ سلمة قالت: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله! سعد بك جميع الناس إلاّ أخي من بين قريش والعرب رددت إسلامه وقبلت إسلام الناس كلّهم.

    فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا اُمّ سلمة إنّ أخاك كذّبني تكذيباً لم يكذّبني أحد من الناس، هو الذي قال لي: «لن نؤمن لك حتّى تفجّر لنا من الأرض ينبوعاً».

    فقالت اُمّ سلمة: بأبي أنت واُمّي يا رسول الله ألم تقل: الإسلام يجبّ ما كان قبله؟

    قال: نعم.

    فقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) إسلامه[10].

    اليوم يوم المرحمة

    إحدى الشواهد المهمّة الدالّة على أنّ الإسلام يدعو إلى اللاّعنف هي المواقف المهمّة التي اتّخذها رسول الإنسانية (صلى الله عليه وآله) إثر فتح مكّة المكرّمة.

    فلمّا دخل المسلمون مكّة كانت إحدى الرايات في يد سعد بن عبادة وهو ينادي برفيع صوته: اليوم يوم الملحمة.. اليوم تستحلّ الحرمة. يا معشر الأوس والخزرج، ثأركم يوم الجبل.

    فأتى العبّاس النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره بمقالة سعد.

    فقال (صلى الله عليه وآله): ليس بما قال سعد شيء، ثمّ قال للإمام علي (عليه السلام): أدرك سعداً فخذ الراية منه وأدخلها إدخالا رفيقاً.

    فأخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) الراية منه وأخذ ينادي برفيع صوته: اليوم يوم المرحمة.. اليوم تصان الحرمة[11].

    أخ كريم وابن أخ كريم

    وبعد أن فتح الجيش الإسلامي مكّة المكرّمة تجلّت أيضاً عظمة الإسلام وانبرت حقيقته الناصعة الداعية إلى اللين واللاّعنف ونبذ العنف والبطش..

    فبعد أن كان أسياد قريش يتفنّون في إيذاء النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه دار فلك الزمان وانقلبت الموازين وإذا بنفس هؤلاء الأسياد يمتثلون بين يدي رسول الرحمة (صلى الله عليه وآله) وينظرون ما هو صانع بهم..

    فيا ترى ماذا صنع معهم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟

    فهل ردّ إساءتهم بمثلها؟

    أم ماذا؟

    يقول المؤرخّون: لمّا دخل صناديد قريش الكعبة وهم يظنّون أنّ السيف لا يرفع عنهم، أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) البيت وأخذ بعضادتي الباب ثمّ قال: لا إله إلاّ الله، أنجز وعده، ونصر عبده، وغلب الأحزاب وحده.

    ثمّ قال: ما تظنّون؟

    وما أنتم قائلون؟

    فقال سهيل بن عمرو: نقول خيراً ونظنّ خيراً، أخ كريم وابن عمّ.

    قال: فإنّي أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، ألا إنّ كلّ دم ومال ومأثرة كان في الجاهلية فإنّه موضوع تحت قدمي[12].

    هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)

    روي انّه بعد ما قتل وحشي حمزة سيد الشهداء عم النبي (صلى الله عليه وآله) بعث وحشي جماعة إلى النبي (صلى الله عليه وآله) انّه ما يمنعنا من دينك إلاّ أنّنا سمعناك تقرأ في كتابك أنّ من يدعو مع الله إلهاً آخر ويقتل النفس ويزني يلق آثاماً ويخلّد في العذاب ونحن قد فعلنا هذا كلّه؟

    فبعث (صلى الله عليه وآله) إليهم بقوله تعالى: ((إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً))[13].

    فقالوا نخاف أن لا نعمل صالحاً؟

    فبعث إليهم (صلى الله عليه وآله): ((إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ))[14].

    فقالوا: نخاف ألاّ ندخل في المشيئة.

    فبعث إليهم (صلى الله عليه وآله): ((يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً))[15].

    فجاءوا وأسلموا.

    فقال النبي (صلى الله عليه وآله) لوحشي قاتل حمزة: غيّب وجهك عنّي فإنّني لا أستطيع النظر إليك.

    وهذا منتهى ما قال له الرسول (صلى الله عليه وآله).

    الإمام علي (عليه السلام) واللاعنف

    على خطى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وطبق منهجيته المؤكّدة على اللاّعنف سار الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) واحتذى بخطاه المباركة حيث انّه (عليه السلام) راح يقدّم للبشرية جمعاء أعظم دروس في اللاّعنف التي بقي صداها يدوّي حتّى هذا اليوم في شتّى أنحاء العالم.

    إنّ من يتمعّن في سيرة أمير المؤمنين (عليه السلام) العطرة ويتأمّل مواقفه الخالدة يتجلّى له كالصبح لذي عينين، أنّه (عليه السلام) كان يدعو بشكل حثيث إلى اللاّعنف والعفو والسلام، وكان يعتمد على اللين والصفح الجميل، فمن تلك المواقف الخالدة التي قدّمها أمير المؤمنين (عليه السلام) في مجال اللاّعنف هو:

    الإمام علي (عليه السلام) وصاحب التمر

    عن أبي مطر البصري: إنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) مرّ بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال (عليه السلام): يا جارية ما يبكيك؟

    فقالت: بعثني مولاي بدرهم فابتعت من هذا تمراً فأتيتهم به فلم يرضوه، فلمّا أتيته به أبى أن يقبله.

    قال: يا عبد الله إنّها خادم وليس لها أمر، فاردد إليها درهمها وخذ التمر.

    فقام إليه الرجل فلكزه[16]!.

    فقال الناس: هذا أمير المؤمنين!.

    فربى الرجل[17] واصفرّ وأخذ التمر وردّ إليها درهمها، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين ارضِ عنّي.

    فقال (عليه السلام): ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك[18].

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أكتوبر 13, 2024 2:19 am